الباء
عن معاوية بن حيدة ـ رضي الله عنه
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين أتيته فقلت: والله ما أتيك حتى حلفت أكثر من عدد أولئك ـ يعني الأصابع ـ ألا آتيك ولا آتي دينك، فجمع بهز بين كفيه، وقد جئتك امرؤ لا أعقل شيئاً إلا ما علمني الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإني أسألك بوجه الله بما بعثك ربك إلينا؟ قال: قال: "بالإسلام"، قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: "تقول أسلمت وجهي لله، وتخليت، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وكل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران لا يقبل الله من مسلم أشرك بعد ما يسلم عملا، وتفارق المشركين إلي المسلمين، ما لي أمسك بحجزكم عن النار، ألا وإن ربي تبارك وتعالى داعي وسائلي: هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب قد بلغتهم، فليبلغ الشاهد الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهكم بالفدام، ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه"، قال: قلت: يا رسول الله هذا ديننا؟ قال: "هذا دينكم".
عن علي بن ربيعة
قال: شهدت علياً ـ رضي الله عنه ـ وأتى بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: "بسم الله"، فلما استوى على ظهرها قال: "الحمد لله" ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون) ثم قال: "الحمد لله" ثلاث مرات، ثم قال: "الله اكبر" ثلاث مرات، ثم قال: "سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ثم ضحك، فقيل يا أمير المؤمنين: من أي شيء ضحكت؟! قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت؟ قال: "إن ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري".
عن مالك بن صعصعة ـ رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب، ملآن حكمة وإيماناً، فشق من النحر إلي مراق البطن، فغسل القلب بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيماناً، ثم أتيت بدابةٍ دون البغل وفوق الحمار، ثم انطلقت مع جبريل ـ عليه السلام ـ فأتينا السماء الدنيا، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحبا به، ونعم المجئ جاء، فأتيت على آدم ـ عليه السلام ـ، فسلمت عليه، قال: مرحباً بك من ابن ونبي، ثم أتينا السماء الثانية قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، فمثل ذلك، فأتيت على يحيى وعيسى، فسلمت عليهما فقالا: مرحباً بك من أخٍ، ونبي، ثم أتينا السماء الثالثة قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، فمثل ذلك، فأتيت على يوسف ـ عليه السلام ـ فسلمت عليه ـ قال: مرحباً بك من أخٍ، ونبي ثم أتينا السماء الرابعة،فمثل ذلك، فأتيت على إدريس ـ عليه السلام ـ ، فسلمت عليه، فقال: مرحباً، بك من أخٍ، ونبي، ثم أتينا السماء الخامسة فمثل ذلك، فأتيت على هارون ـ عليه السلام ـ ، فسلمت عليه، قال: مرحباً، بك من أخٍ، ونبي، ثم أتينا السماء السادسة فمثل ذلك، فأتيت على موسى ـ عليه السلام ـ ، فسلمت عليه، فقال: مرحباً، بك من أخٍ، ونبي، فلما جاوزته بكى، قيل: ما يبكيك؟ قال: يا رب، هذا الغلام الذب بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر وافضل من أمتي، ثم أتيت السماء السابعة، فمثل ذلك، فأتيت على إبراهيم ـ عليه السلام ـ ، فسلمت عليه، فقال: مرحباً، بك من ابن، ونبي، ثم رفع لبي البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا ملكٍ فإذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم، ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا في أصلها أربعة أنها: نهران باطنان، ونهران ظاهران، أما الباطنان في الجنة، وأما الظاهران فالفرات والنيل، ثم فرضت على خمسون صلاة، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت على خمسون صلاة، قال: إني أعلم الناس منك، إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن يطيقوا ذلك، فارجع إلي ربك، وأسأله أن يخفف عنك، فرجعت إلي ربي فسألته أن يخفف عني، فجعلها أربعين، ثم رجعت إلي موسى ـ عليه السلام ـ فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلت أربعين، فقال لي مثل مقالته الأولى، فرجعت إلي ربي عز وجل ـ فجعلها ثلاثين، فأتيت على موسى ـ عليه السلام فأخبرته، فقال لي مثل مقالته الأولى، فرجعت إلي ربي، فجعلها عشرين، ثم عشرة، ثم خمسة، فأتيت على موسى عليه السلام، فقال لي مثل مقالته الأولى: فقلت: إني استحيي من ربي ـ عز وجل ـ أن أرجع إليه، فنودي: ان قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها".
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال: "بينا أيوب يغتسل عرياناً، فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه، فناداه ربه: ألم اكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى، وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك".